
الاستسلام مرفوض ، ليس الأمر من عادات الكتائب ونهجها ولن يكون ابداً - باتريك ريتشا
الشعب الأرميني اكثر من يمكن ان يتفهم معنى المعانات والتضحية، وجزء من الأرمن اختار لبنان للإستمرار بحياق كريمة لأنه بلد تعددي يحترم كل الشعوب التي لجأت اليه طلباً للحرية وكرامة العيش
السيد باتريك ريشا ، اسمح لي أن أخاطبكم كرفيق ، لقد رافقت الكتائب اللبنانية والقوات اللبنانية منذ عام 1996 ، وكلانا ثوار الأرز.
سؤال -
ما هو موقف ورؤية الكتائب اللبنانية بعد الانتخابات ، وهل تحاول تشكيل تحالفات لإحياء ثورة الأرز بطريقة ما؟
اجابة -
الكتائب خاضت الانتخابات تحت شعار ما منساوم وخلاصته رفض تسليم البلد الى حزب الله في التسوية الرئاسية التي ابرمت عام 2016 وتنازل بموجبها بعض افرقاء ثورة الأرز عبر انتخاب الرئيس ميشال عون (مرشح حزب الله) ترافق ذلك مع موجة فساد عامة شلت البلاد والمؤسسات وحولتها الى شركات محاصصة ما اوصلنا الى الهاوية.
هذا في الأمس. أما اليوم، فالكتائب اليوم تسعى لأن تشكل مع القوى التي انتجتها الانتخابات، قوة ضغط تلقتي على نفس المبادىء السيادية والاصلاحية لترجمة التغيير الى حقيقة، لنصل إلى وطن في كل ما للكلمة من معنى وإلى دولة حقيقية تليق بشباب لبنان
سؤال -
من أكثر الأسئلة التي يطرحها الكثير من اللبنانيين ، هل هناك استعداد أو نهج بالفعل بين الكتائب اللبنانية والقوات اللبنانية ، وأحزاب سابقة لما كان يعرف بالجبهة اللبنانية (أحرار ، كتائب ، القوات اللبنانية ...)
اجابة -
الكتائب اعلنت اكثر من مرة ان يدها ممدودة الى كل من يلتقي معها في النظرة الى لبنان ومن هنا الحوار مفتوح مع كل القوى التي تلتقي معنا على مبادئنا والثوابت.
اعتقد انه من السابق لأوانه الحديث عن تشكيل جبهات استراتيجية ولكن اللالتقاء على ملفات اساسية وملحة هو امر ضروري ويتم العمل على أساسه، من هنا اللقاءات مع كل الكتل النيابية السيادية والإصلاحية لمواجهة الاستحقاقات لا سيما الانتخابات الرئاسية.
سؤال -
دخلت قوتان جديدتان في المعادلة اللبنانية ، البرلمان اللبناني: الشخصيات المستقلة والقوى التي تحب أن تعلن أنها "قوى ثورة الشباب اللبناني" ونسبة كبيرة إن لم يكن معظم عناصر هاتين القوتين كانت ذات يوم. جزء من ثورة الأرز ، كيف علاقة الكتائب اللبنانية بهاتين الكتلتين النيابيتين
اجابة -
تلعب الكتائب اليوم دور أساسيا نظرا لعلاقتها الجيدة مع معظم قوى التغيير وقد خضنا الانتخابات النيابية مع غالبيتهم، ونعول على اللقاء التشاوري النيابي للتأسيس للمرحلة المقبلة انطلاقا من الثوابت السيادية والاصلاحية التي تكلمت عنها، بداية التعاون والتنسيق منوط بعمق مقاربة كل الملفات.
سؤال -
الانتخابات الرئاسية اللبنانية مقبلة ، هل لحزب الكتائب مرشح معين ، ما هي الخصائص والصفات التي يتوقعها حزب الكتائب في الرئيس المقبل؟
اجابة -
لم نصل الى مرحلة تحديد الأسماء ولكن المواصفات المطلوبة معروفة لناحية ان يكون شخصاً واضحا بالنسبة للملفات الكبيرة المطروحة، قادراً على استعادة موقع لبنان في العالم وهذه مهمته الكبرى بحسب الدستور الذي يفوضه العلاقات الخارجية لا سيما في المواضيع المصيرية التي تطرح اليوم وعلى رأسها ترسيم الحدود الجنوبية الذي يستولي عليه حزب الله كما ان المطلوب ان يكون البوصلة في استعادة السيادة وقرار الدولة الحر
سؤال -
يسأل الكثير من اللبنانيين ، على الأقل أنا أفعل ، لماذا يجب أن نشعر بالتفاؤل ، تمتع تحالف 14 آذار مرتين بأغلبية برلمانية ، في المرتين بأكثر من 70 عضوًا في البرلمان ، ومع ذلك فشل في تحقيق أهدافه المعلنة ، اليوم ، حتى لو تشكل بمعجزة ائتلافا مع القوى الأخرى ، سيكون لها أغلبية طفيفة ، ربما 66 نائبا ، فلماذا نشعر بالتفاؤل ، خاصة بعد انهيار كل شيء في لبنان؟
اجابة -
لا يمكن طرح الموضوع من هذا المنظار، هذا بلدنا وامامنا خياران اما الاستسلام او الاستمرار في المحاولة. نحن قررنا الاستمرار في النضال والعمل من اجل الوصول الى لبنان يشبه ابناءه، الوضع على ما هو عليه لم يعد مقبولاً، هجرة الشباب وصلت الى مستويات غير مسبوقة. نعم الأحوال سيئة جداً والبلد ينهار لكن الاستسلام مرفوض ، ليس الأمر من عادات الكتائب ونهجها ولن يكون ابداً .
سؤال -
خلال العقد الماضي ، يبدو أن حزب الكتائب قد أعاد إحياء نفسه من خلال جيل أصغر ، وأعطى الانطباع بأنه لديه ميل جاد لإزالة صفة كونه "حزبًا مسيحيًا يمينيًا" وكسب أرضية على بيئة غير مسيحية أيضًا. كيف تقيمون نجاح مثل هذا النهج والجهود
اجابة -
حزب الكتائب عمره 86 عاماً ، وهو من أعرق الأحزاب في لبنان، بقي بينما زالت احزاب كثيرة، السر في هذا هو التجدد الدائم ليس في العمر بل لأن حزب الكتائب انبثق من الشعب وحمل هواجس اللبنانيين وهو ما زال يحمل هذا المبدأ. مر لبنان بمراحل ومع كل هذه المراحل كان حزب الكتائب يحمل لواء الفرد اللبناني الذي عليه يعتمد البلد ومن هنا، هاجسنا الأكبر هو حريته وحقوقه بأن يعيش حياة كريمة ومتطورة ، ومن هنا يتطور الحزب وفق متطلبات الظروف . اما ان يستقطب دماً جديداً فهذا أمر بديهي والا لما استمر كل تلك السنوات
سؤال -
السيد ريشا ، لديك الكثير من المؤيدين في أرمينيا وفي الشتات اللبناني ، هل تود أن تخاطبنا
الشعب الأرميني اكثر من يمكن ان يتفهم معنى المعانات والتضحية، وجزء من الأرمن اختار لبنان للإستمرار بحياق كريمة لأنه بلد تعددي يحترم كل الشعوب التي لجأت اليه طلباً للحرية وكرامة العيش ، وهذا ما نسعى اليه اليوم في مشروعنا ، المحافظة على هذا البلد واحة امان وحرية ، تعيش فيه كل المكونات التي تشكله باحترام متبادل.
و للبنانيين في أرمينيا: لا تفقدوا ثقتكم بلبنان مهما ازدادت محاولات التيئيس. في الانتخابات النيابية الاخيرة كان لاصواتكم الفضل الكبير في التغيير، وبمساعداتكم يصمد لبنان وعائلاته، ومعكم سنستمر في المواجهة وميزتكم الكبرى انكم لا تخضعون للابتزاز الخدماتي، وبالتالي دوركم اكبر في اقناع الشعب اللبناني بضرورة الاستمرار بنهج التغيير والمحاسبة والبحث عن مصلحته بعيدا عن الاغراءات السلطوية.
شكرا لك السيد باتريك ريتشا
حفظ الله الجمهورية والأمة اللبنانية
بيتروس مانوكيان
أرمني لبناني - مغترب لبناني