مصير الارمن في الشتات - آراز بادروس

مصير الارمن في الشتات - آراز بادروس
shadow
ما كان من المفترض أن يكون حلماً للتقدم نحو الحرية، أصبح كابوساً للكثير من العرب نظراً إلى الخراب وعدد القتلة ،الخسائر الاجتماعية والإقتصادية والسياسية الذي حلت في بلادهم.

ما كان من المفترض أن يكون حلماً للتقدم نحو الحرية، أصبح كابوساً للكثير من العرب نظراً إلى الخراب وعدد القتلة ،الخسائر الاجتماعية والإقتصادية والسياسية  الذي حلت في بلادهم.

خلق الثوار توقعات عالية لحياة أفضل ومجتمع عادل لكن تحولت كل هذه الأحلام إلى مأساة وعذاب .

من الواضح أن نتيجة الربيع العربي لم تكن على مستوى تطلعات الناس لإسقاط الأنظمة الديكتاتورية والانتقال إلى دولة ديمقراطية.

للأسف تحول الربيع العربي إلى رعب معيشة في معظم الدول العربية. لأن بكل بساطة الثورة تطالب بالانفتاح ، بالعدالة ، بالعلمانية، لكن مجتمعاتنا متماسكة بدينها وهذا السبب في نجاح السلطات في الدول العربية،كونها تستطيع أن تستعمل سلاح الدين لانشاء الكراهية .

 

لقد خسر ارمن الشرق الأوسط الكثير في هذه  التحركات الاحتجاجية. وكأن مصيرهم الهجرة من بلد إلى آخر بعد أن استقروا في بلاد جديدة هرباً من  المجازر التي طالتهم من قبل الدولة العثمانية، لكن إستمرار إراقة الدماء أجبر ارمن شرق الأوسط وخصوصاً ارمن سورية والعراق على البحث عن أماكن أكثر إستكرراً ، وهذا طبيعي نظراً على ما عاشو من مأساة. 

لكن كانت الضربة قاسية للارمن في سورية ولبنان، يقدر عدد الارمن الذين فروا من سورية إلى لبنان نحو ١٠٠٠٠ عائلة، منها من هاجر من لبنان إلى كندا ،أمريكا وإلى دول اروبية .كان عدد الأرمن في سورية ٩٠ ٠٠٠ بقي منها ١٥٠٠٠ أما هاجر ١٦٠٠٠ إلى أرمينيا. 

مع تدهور الوضع الاقتصادي في لبنان وعواصف الأزمة الاقتصادية وإنهيار القدرة الشرائية قرر بعض ارمن لبنان أيضاً بيع ارزاقهم والعيش في أرمينيا . وكأن الوضع الاجتماعي لم يكن كافياً أتت إنفجار بيروت لتدمر المنازل، ومنها عدداً كبيراً من الأحياء الأرمنية . دمرت معها الأحلام وكل شيء جميل في بلاد الارز.

بعد الانفجار المدمر في بيروت سارعت الدولة الأرمنية بارسال المساعدات اللازمة للمواطنين اللبنانيين وساعدت المواطنين من أصول ارمنية إلى الإستقرار في أرمينيا . لكن السؤال الأكبر هل يريد حقاً ارمن لبنان التخلي عن أرض عاشو فيها سنين  طويلة وإستقرو فيها هرباً من المجازر العثمانية، عمروا فيها و ساعدوا في بناء اقتصادها و اصبحوا جزء لا يتجزء منها.

ارمن لبنان اصبحو في مأزق .إما البقاء وتحمل الاعباء الاقتصادية إما التنقل مرة أخرى وتحمل اخطار حرب شاملة تهدد أرمينيا كل يوم من أزربجيان وتركية ، هل تدخل أرمينيا أيضاً في الظلام، يعرف ارمن الشرق الأوسط من هي تركية أكتر من المقيمين في أرمينيا.

 

طموح الأرمن بالهجرة إلى أرمينيا أصبحت متدنية ، لقد تبخر الحلم الكبير بعد أن سارعو لشراء المنازل والأراضي وبناء المشاريع تمهيداً للعيش  في وطن الام و تبخرت اموالهم في لبنان وأصبحت عالقة في المصارف ، الوضع يزداد سوءًا يا تضيق فيهم الأرض كل يوم أكتر من يوم ، لديهم وطنين لكن الإثنين مهددين بالخراب.

آراز بادروس

باحثة و ناشطة سياسية

Related to category Politics

Related to subcategory International

Comment on Facebook

Comment on Disqus